سياسة إيران في المنطقة سياسة مجنونة، وستحصد إيران ما تزرعه الآن من كراهية، لكن الشيعة ليسوا كتلة واحدة مع إيران، بل كثير من شيعة العرب ضد سياسات إيران المجنونة!!
فلماذا نخاطبهم خطابًا واحداً طائفياً معادياً؟
نحن بهذا نستعديهم علينا، ونحشرهم كلهم في زاوية واحدة ضدنا..
العجيب: أن الناس تتفنّن بتفريق العدو، ونحن نتفنّن بتجميع العدو وخَلْق أعداء جُدد..
هل سمعتم كلمة واحدة طائفية من حسن نصر الله، أو من النظام السوري؟؟
طبعا لم نسمع، لأنهم سياسيون مخضرَمون، مع أنّهم يستغلون الطائفية أسوأ استغلال، لكن لا يسمحون لهذا الخطاب بالظهور للعَلَن.. بينما خطابنا وإعلامنا مشحونٌ بالطائفية!!
ومشكلتنا ليست مع الشيعة أو غيرهم من الطوائف.. لكن مشكلتنا مع نظامٍ ظالمٍ استطاع الاستمرار في حكمه بمساعدة مجرمين من كلّ الطوائف..
وقد استغلّ طائفته ابشع استغلال..
ولولا وقوف ضباطنا وتجارنا الأنجاس بجواره لما استطاع تسلّم الحكم أصلاً!!
ذكر نكسون في مذكراته متحسِّراً أنه لم يستفد من الخلاف السني الشيعي! وعندما سمع كسينجر نبأ تسلم الخميني الحكم في إيران عام 1979 قال كسينجر: (الآن بدأت حرب المئة عام)!!
ونحن ننجرّ لهذه المكائد باستسلام!!
ينبغي أن يبقى صوت العقل عالياً..
ولا ننجرّ لوحش الطائفية الذي سيأكل المنطقة كلها، والكيان الصهيوني هو الرابح الأكبر.
سبق واقتتل العراق بدعم من دول عربية ثمانيَ سنوات مع إيران بقيادة الخميني.. فهل أنهى أحدُهما الآخر؟؟
واليوم لن ينهي أحدُنا الآخر، لكن سننشغل ببعضنا، ويضعفُ بعضُنا بعضاً، وأعداؤنا ينظرون بغبطة وسرور وحبور!!
صحيح أن إيران تستخدم الطائفية وتأتي بجنود عقائديين بحجة: “الدفاع عن أهل البيت“!
فهل هذا يسوّغ لنا ممارسة نفس الأسلوب القذر؟
يا إخواني الخطأ لا يولّد إلا أخطاءً.
سيستغل هذا الخطاب أعداؤنا الطائفيون ويقولون للمحايدين: “انظروا يا شيعة العالم.. السنة يريدون قتلنا كلنا.. فتعالوا معنا“… هذه نقطة.
النقطة الثانية: كيف سنقنع جنودنا بقتال المسلم السني الذي يصول ويعتدي ويبغي علينا؟ لو جعلناها حرباً طائفية؟
طبعاً ليس كلامي تجديداً لدعوات التقريب مع الشيعة، ولا دعوة لموالاتهم، ولا جهلاً باختلافنا مع عقائد الشيعة.. لكنها دعوة لنبذ الدعوات الطائفية.. (التي تطالب بمعاداة الشيعة لأنهم شيعة)
فليست حربنا حرباً أهلية طائفية (كما تروّج بعض الدول) بل (ثورة شعب مظلوم) اضطرّ لحَمْلِ السلاح ضد (نظام ظالم) استعان ببلدان خارجية مستعمِرة..
طبعا الكلام السابق لا يعني عدم الاحتفاظ بحقّ ردّ عدوان إيران ضدّنا..
قد لا يلقى هذا الكلام ترحيباً الآن، وهذا ليس بمستغرَب لأنّ المنطقة مشحونة بالطائفية..
وإن لم ينهض العقلاء ويصرخوا في وجه الطائفية؛ فستجتاح المنطقةَ موجةٌ (لا دينيةٌ) قاسية تأخذ معها كلّ شيء يمتُّ للأديان بصِلَة.
والتاريخ أمامنا يقول: لا توقظوا وَحْشَ الطائفية فيأكلكم جميعاً..