0
أسباب أخطاء التفكير[1]
لماذا نقع في أخطاء التفكير؟
- العقل محدود، ويتأثر بالمعلومات الخاطئة أو غير الدقيقة أو القديمة، كما أنه قد يرتكب أخطاء في التحليل والاستنتاج.
- التفكير قد يؤدي إلى رأي صائب أو خاطئ، مثل الماء الذي ينبت أعشابًا ضارة أحيانًا.
- رغم أن العقل أوجد حلولًا ومخترعات رائعة، إلا أنه تسبب في مشاكل خطيرة، مثل:
- التلوث البيئي.
- مخاطر أسلحة الدمار الشامل.
- هيمنة التقنية والذكاء الصناعي وخروجهما عن سيطرة الإنسان.
- العقل ليس معصومًا عن الخطأ، خاصة عندما ينقطع عن تعاليم السماء، مما يؤدي إلى انفتاح غير منضبط على الشهوات والغرائز.
عوامل أخرى تؤدي إلى أخطاء التفكير
- ضعف الإمكانات الذهنية، مثل الخيال والذاكرة والقدرة على التحليل والتركيب.
- تفاوت القدرات العقلية بين الأفراد.
- بعض المشكلات قد تكون أكبر من قدرة شخص واحد، مما يستدعي العمل الجماعي والتخصصات المتعددة.
- يمكن تحسين التفكير عبر التدريب والقراءة حول مناهج التفكير وأخطائه.
هل يمكن تقوية التفكير؟
التفكير نوعان
- التفكير الاعتيادي: تلقائي وروتيني بسبب تكرار الأعمال، حيث يحوّل العقل المهام المتكررة إلى عمليات لا واعية، مثل قيادة السيارة أو الكتابة.
- التفكير المدروس والمركّز: يتطلب جهدًا ووعيًا، وهو ما يُعرف بـ “فعل التفكير” وليس مجرد “ردّ الفعل”.
معوقات تحسين التفكير
- الرضا عن مستوى التفكير وعدم الشعور بالحاجة إلى تحسينه.
- أنظمتنا التعليمية تعتمد غالبًا على مهارات التفكير المتدنية (التذكر، الفهم، التطبيق) بدلًا من المهارات العليا (التحليل، التركيب، التقويم، الإبداع).
- الخبراء التربويون لاحظوا أن الامتحانات تركز على اختبار الذاكرة وليس مهارات التفكير.
العقل كـ”عضلة التفكير“
- التفكير مهارة يمكن تطويرها، مثل المهارات اللغوية والحسابية.
- الذكاء فطري لكنه ينمو بالتعلم والممارسة.
- أبو حنيفة رحمه الله قال لأحد تلاميذه بعدما نضج فكره: “جئتنا عادياً فأنضجتك الصُّحبة“.
- كان أسلوبه في التدريس يعتمد على النقاش والجدل، مما يعزز مهارات التفكير.
أهمية تعزيز التفكير الإبداعي
الدعوات لتنمية التفكير الإبداعي
- ينادي إدوارد دي بونو بجعل التفكير الإبداعي ثقافة مجتمعية.
- بعض الدول خصصت وزارات مثل “وزارة تنمية الذكاء“ في فنزويلا.
- الجامعات الحديثة بدأت بتدريس “مهارات التفكير“، بينما علماؤنا القدماء كانوا يدرّسون “المنطق“ لحماية التفكير من الأخطاء.
التفكير كأولوية كبرى
- المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف.
- التفكير فريضة إسلامية، كما أشار العقاد في كتابه “التفكير فريضة إسلامية“.
- طاقات العقول تكاد تكون مشلولة بسبب التقليد والجمود والخوف من النقد والإبداع.
عوائق التفكير الإبداعي في مجتمعاتنا
أمثلة على العبارات المثبطة
- “وهل أنت أفهم منهم؟!”
- “لو كان هذا الأمر ممكنًا، لفعله ألف شخص قبلك!”
- “حط راسك بين الروس وقول يا قطاع الروس.”
- “انظر ماذا يفعل الناس وافعل مثلهم.”
- “أنت تحبّ المخالفة!”
- رغم أن الوضع أصبح أفضل من السابق، إلا أننا بحاجة مستمرة إلى التطوير.
- القرآن يدعونا دائمًا إلى الأحسن قولًا وسماعًا واتباعًا وفعلًا وحوارًا، كما في الآيات:
- (وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)
- (الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ)
- (لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا)
- (وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ)
- تحسين التفكير يقلل الأخطاء
- التحسن مطلوب دائمًا
- لا يمكن تحقيق المثالية لأن العقول والمقدرات البشرية محدودة.
- لكن هناك فرق بين أن تكون نسبة الصواب 30% والأخطاء 70%، وبين أن تصبح نسبة الصواب 95% والأخطاء 5%.
- هذا الفرق هو ما يميز الشخص الناجح عن الفاشل، والشركة الناجحة عن الفاشلة، والمجتمع المتقدم عن المتخلف.
التفكير هو أقوى موارد البشرية في عصرنا
- ما يولّده التفكير من أفكار وابتكارات وعلوم هو القوة الحقيقية لأي أمة.
[1] هذه المقالة جزء من مقدمة كتاب أخطاء التفكير